الشهداء الأمميون لثورة روج آفا -5 : كاركر كوباني
كاركر الأرناؤوطي الأصل هو أحد المقاومين في كوباني... و أصبح أيضاً تاريخاً مثل كوباني، ووهب بيته في سينوب لمهجر من مهجري روج آفا و انضم إلى حدود المقاومة.
كاركر الأرناؤوطي الأصل هو أحد المقاومين في كوباني... و أصبح أيضاً تاريخاً مثل كوباني، ووهب بيته في سينوب لمهجر من مهجري روج آفا و انضم إلى حدود المقاومة.
لقد تناوب على الحراسة ليلاً نهاراً، وقال : ينبغي على الجميع أن يأتوا إلى هنا وينضموا إلى المقاومة، فالحقيقة هي كردستان وليست أكاذيب الدولة الفاشية". ولقد حوّل فوارغ القذائف إلى مزهريات، وجعل من بقايا المقاومة متحفاً.
إن رفيق الدرب كاركر البالغ من العمر 60 عاماً والأرناؤوطي الأصل، انتقل إلى روج آفا من أجل حماية كوباني من احتلال داعش، وللانضمام إلى صفوف وحدات حماية الشعب (YPG)، وهو حفيد رفعت هوروز الذي كان مقاتلاً نشيطاً للغاية من مقاتلي الكريلا قبل الحرب العالمية الأولى، وقد جاء جده من مدينة بريشتينا في كوسوفو التي كان يعيش فيها الكثير من الأرناؤوط ، لكن بعد الحرب العالمية الأولى، تم تهجيرهم إلى مدينة سينوب في تركيا للقيام بعمليات التطهير العرقي، ووُلد رفيق الدرب كاركر هناك، ومن ثم انتقل مع عائلته إلى مدينة زونكولداك، كان والده عامل منجم الفحم ونقابي، ولهذا السبب، تعلّم منذ صغر عمره على أهداف الإضرابات والتجمعات الجماهيرية.
شارك في حركة رزكاري
بعد أن فقد والده حياته في حادث منجم الفحم، ذهب إلى بيت خالته في إسطنبول وهو بعمر الـ 13 ربيعاً، وكانت تقام في هذا الحي الكثير من الفعاليات الثورية، وانخرط رفعت بحماس خلال فترة قصيرة مع الشبيبة الثورية في المنطقة، وانضم إلى حركة رزكاري، الذي كان تنظيماً كردياً ماركسياً، وشارك في صفوف آلا رزكاري في 1 آيار 1977، التي كانت مجموعة صغير منشقة عن حزب زركاري، ويتعرض للاعتقال في العام 1978 في إطار قمع وتصفية حركة رزكاري من قِبل الدولة التركية، ويقيم في السجن مع إسماعيل بشيكجي في نفس المهجع، ومثل العديد من الثوار السابقين، استغل رفعت فترة اعتقاله لتوسيع معرفته وتحليله، وقال فيما بعد: "كان السجن أكاديمية عظيمة بالنسبة لي".
لم يعطي استراحة للأنشطة الثورية، تعرّف على حزب العمال الكردستاني
بعد أن أُطلق سراحه من السجن في العام 1991، أسس شركة شحن ونقليات في ديلوك على شواطئ البحر الأبيض، لكنه لم يتخلى أبداً عن أنشطته الثورية، وبعد الخروج من السجن أيضاً، استمرت علاقاته مع الثوريين الكرد وتعرّف على حزب العمال الكردستاني (PKK) بشكل أفضل، وكان يشاهد نفسه في أغلب الأحيان في الشوارع وأمام الاحتجاجات، ويعمل مع النشطاء الشباب، كما أنه كلما كان يجد فرصة سانحة أمامه، فكان يقوم بنشر الصحف والمجلات الوطنية الديمقراطية، كما أنه كان يذهب في أغلب الأحيان لزيارة المعتقلين السياسيين.
وهب بيته لعائلة من عوائل روج آفا وتوجه إلى حدود المقاومة
شن تنظيم داعش الهجوم على مدينة كوباني في 14 أيلول 2014، ووّجه القائد عبدالله أوجلان نداء الدفاع عن كوباني إلى الشعب، وقال فيه "إذا ما نجحت هذه المذبحة (في كوباني) بالوصول إلى مرادها، فسوف تنتهي مرحلة التسوية، وسيتم إرساء أساس لانقلاب عسكري جديد طويل الأمد على حداً سواء"، وبدوره استجاب رفيق الدرب كاركر على الفور، وترك بيته في مدينة سينوب لعائلة كردية مهجرة كانت قد نجت من معارك روج آفا، وتوجه فوراً إلى كوباني، لكنه لم يتمكن من اجتياز الحدود الفاصلة، ومكث في قرية مسيانتر القريبة من الحدود، وتولى الحراسة لأسابيع ليلاً ونهاراً لكي لا يسمح بمرور مرتزقة داعش إلى كوباني، وحظي خلال فترة وجيزة بمحبة الشعب ورفاق دربه عبر شخصيته النبيلة والفدائية وروحه الثورية، وكان قد قال في حديثه في شهر تشرين الأول 2014: "يجب على الجميع المجيء إلى هنا والمشاركة في المقاومة، وأريد أن يكون الجميع مع شعب كوباني، فهنا، تتواجد ساحة المقاومة، وهناك الكثير من الأشياء التي يمكن للإنسان أن يتعلم منها هنا، وهناك الكثير من الأشياء نتعلمها من الشعب الكردي، فالمواطنين الذين غُسلت أدمغتهم بأكاذيب الدولة الفاشية، إذا أرادوا أن يعرفوا الحقيقة، فيجب أن يأتوا إلى كردستان ويشاهدوا بأنفسهم ما يجري على الأرض".
طور مشاريع المتحف ومكتبة المقاومة
أنجز العديد من المشاريع في قرية مسيانتر، وقام بإصلاح المباني المتضررة والمدمرة، وبنى متحف أرين ميركان للمقاومة ومكتبة قادر أورتاكايا.
وفي غضون ذلك، كان يبحث عن طريقة للعبور إلى كوباني، وفي النهاية، علمت وحدات حماية الشعب (YPG) بخبر محاولاته الحثيثة على الحدود وقامت بمساعدته باجتياز الحدود، وبعد اجتيازه للحدود، بدأ خلال فترة قصيرة بالمساعدة في بناء المدينة، وبات عنصراً في وحدات حماية الشعب، وأطلق اسم الرفيق كاركر على نفسه وجعل كنيته كوباني التي كان يحبها كثيراً، واتخذ قراراً ببناء متحف حربي، وجمع المئات من الذخائر غير المنفجرة والألغام والقنابل اليدوية، فضلاً عن الحطام والأدوات المنزلية الأخرى ، كما أنه بذلك جذب الانتباه إلى قصص الدمار وجعل المدينة أكثر أماناً للمدنيين للعودة إليها، كما أنه حوّل فوارغ القذائف إلى مزهريات ملونة لزراعة الورود.
"هلموا لبناء الاشتراكية وثورة الشعوب"
وقال الشهيد كاركر: "أنا الآن شاهد عيان على هذه المعركة، وأنا جزء من هذه المعركة وأعيش بين ثنايها، وأنا أحارب ضد القوى التي تقوم بتنظيم فاشية داعش في مواجهة النظام الذي تطور هنا حول نموذج القائد، لقد صرخنا ونادينا طيلة أربعين عاماً في الشوارع من أجل الثورة الاشتراكية، والآن، سوف نبني هنا الاشتراكية، هلموا لنبني معاً الاشتراكية، أي اشتراكية ترغبون بها وأي ثورة شعوب تريدونها ، تعالوا إلى هنا لنبنيها معاً".
أصبح تاريخاً
استشهد كاركر كوباني في 26 حزيران 2015، خلال الهجوم الكبير لمرتزقة داعش على المدينة، حيث فقد حوالي 223 شخصاً لحياتهم في هذا الهجوم، ويعيش عمل كاركر، الذي قضى حياته بالممارسات العملية الثورية، في قلب كل من تعرّف عليه بفضل المتحف والمكاتب التي أسسها.
غداً: الشهداء الأمميون لثورة روج آفا: آشلي جونستون (باكوك سرحد)